📌 مع احترامي لرأيك !

غالباً مايأتي بعد جُملة ” مع احترامي لرأيك ” عدم الاحترام، بل قد تكون هذه الجملة تحول مفصلي في مجرى الحوار لتكون نُقطة ارتكاز وتمسك اكثر بالرأي ورفض غير مُعلن عن أي وجهة نظر مُعاكسة أو حتى مُحايدة !!

في حقيقة الأمر أن مُجمل الخلافات البشرية سواءاً أكانت زوجية أو أسرية أو حتى المهنية لا تتمحور حول الصواب والخطأ، بل هي من أي منظور وزاوية نحن ننظر للموقف !

الحقيقة والصواب هرم واحد بعدة أوجه وغالباً مايقف طرفا الحوار على جوانب متعاكسة من هذا الهرم كلٌّ منهما يجد نفسه أمام حقيقة تسد عين الشمس، ولو أمعنّا النظر قليلاً لوجدنا أن للحقيقة والصواب أوجه لاتختص بأحد ولاتستأثر بأحد فهي ملك للجميع، وأنا هنا بالتأكيد لا انفي وجود الخطأ أنا فقط أود أن أظهر أوجه الحقيقة الأربعة ( هرم الحقيقة )

الموضوعية في نقاشاتنا مبدأ الحديث ومنتهاه، فقلما تجد كاتبأ ومفكر لايبدأ كتابه الذي يناقش قضية معينة بديباجة موضوعيته وتفانيه لتلمس أطرف الحقيقة وجوانبها، يتشدقون حقيقةً بما هو ليس موجود أصلاً فينتهي الكتاب وتجد أن خُلاصة مانتج له هذا الكاتب أوالمفكر مجرد تدعيم مباشر أو غير مباشر لوجهة نظره !! وقس على ذلك كل نقاشاتنا المنزلية منها وحتى الوزارية.

أن تذكر لي وجهات النظر المخالفة لايعني بالضرورة أنك مستعد لتقبلها، جوهر القضية وبيت القصيد هو قابليتك للتنازل والتكيف مع الآراء الجديدة طالما اتضح انها افضل . تذكر في كل نقاش نظرية ” هرم الحقيقة ” بجوانبه المختلفة، لاتكن انهزامياً بل تفهم أن الرأي الاخر إنما هو جانب اخر وصورة اخرى للحقيقة قد غابت عنك، ومتى ما استطعت أن تقترب من هذه القناعة ستجد فائدة لكل نقاش وستتكشف لك جوانب لم تكد تتبصرُها لولا ذاك الرأي المخالف عطفاً على ذلك سوف تزرع هذا الفكر المتفتح في بيئتك ومن حولك، ولو بقي كل فرد في مجتمعنا جامداً امام وجه واحد للهرم لـتحجرت الآراء اكثر وأصبح المجتمع برمته شحنات متنافرة تدور في مدارات مغلقة. 

اخيراً .. فلنجعل من اختلافنا ثقافة وقوة فكلما تكشّفت لنا الآراء الجديدة ونحن نؤمن أن للحقيقة والصواب عدة أوجه سارت عجلت التطور من صعيد الأسرة الصغيرة حتى اكبر أصعدة المجتمع. 

https://www.okaz.com.sa/article/884569#.XvbTp0DXZtU.whatsapp

نُشر بصحيفة عكاظ السعودية
٣ ديسمبر ٢٠١٣م

أضف تعليق