📌 نسخة مكررة !!

لا تُعرف السعادة إلّا بعد الحُزن و لا تُعرف الصحة إلّا بعد المرض و لا يُعرف الشيء إلّا بنقيضه . هكذا نُميّز الأشياء و هكذا نُحس بها .

يظل الإنسان حبيس بيئة و مجتمع و معتقدات لِنصف عمره أو أكثر بالرغم من وجود الكثير من الوسائل التي كشفت لنا ماذا يوجد خارج أسوار بيئتنا ، صحيح أن الإنسان بطبعه يخاف الجديد و لا يفكر بالتجديد خاصة إذا كان هذا الشيء يطال عادات  و تقاليد تربى عليها عطفاً على دين تجرعه !

هو بذلك يكون نسخة مكررة لوالده و جده و من قبلهم ، كان ذلك إرادياً أو لا إرادياً في كثير من الأحوال .

عماد ديننا الحنيف التفكر ، و التفكر يجب أن يبدأ من حيث سلّمنا ، فلا تشغل تفكيرك بالقضايا الجدلية قبل أن تتأكد من أن كل ما تقوم به على وجه التسليم تمت معالجته و غربلته و التمرد عليه إن لزم الأمر في محاولة جريئة لبداية صحيحة ، المصيبة أن التفكر إن وجد في المجتمعات العربية وجد معكوساً ، فبدأ من الأخرين و لم ينتهي بعد بأنفسنا !!

إن محاولة الفرد التكشف و الاطلاع و تقبل البيئات الاخرى و التقاليد الخارجة عن المألوف هي بداية بلا شك لبناء مجتمع أفضل . في بطون الكتب آلاف الصفحات عن عوالم لم تزرها و قد لا تستطيع فعلاً زيارتها ، صفحات تُريك موقعك من العالم . الحديث مع عامل نظافة من بلاد بعيدة يكشف لك مدى قوة معتقداتك أو حتى وهنها ، فالشك يولّد اليقين و التفكر يولّد الإيمان .

لا تخجل من استحداث أو حتى نقل عادة جديدة لمجتمعك الكبير أو حتى الصغير ، فإنما تطورت الأمم من قبلنا عندما نقلت المفيد . حكّم عقلك و ازرع في نفسك الثقة لتكون الحكم لا المحكوم عليه !

اجعل من حواسك وسيلة للتحليل لا للانتقاد ، وحاول أن تُرجع الأمور لمسبباتها ، و أوجد لها الحلول المناسبة المعقولة ، فيا سيدي الفاضل القناعة ليست دائماً كنز !! 

https://wtn.sa/a/211216

نُشر بصحيفة الوطن السعودية
٣ يناير ٢٠١٤م

أضف تعليق