للإهتمام أوجه عدة لا يمكن حصرها ، ففي المجتمع الواحد تختلف طرق الأهتمام من بيت لآخر و من شخص لآخر فكلٌ يحكمه تربية و معاشرة مختلفة و قد يكون للإحتياجات النفسية دور كبير في وسم مفهموم الإهتمام .
منّا من يجد في الكلمة الطيبة و الإبتسامة الدافئة طريقة لإظهار اهتمامه ، ومنّا من يجد في العطاء اهتمام ، و آخرون يجدون في السؤال و الحوار اهتمام من نوع آخر . كلنا معطاء بطريقة أو بآخرى و لكن غالباً ما تصب هذه الأهتمامات في
” قربة مخروقة ” وهذا بالتأكيد لا ينفي وجود الإهتمام و حصوله و من الإجحاف أيضاً إنكار هذا الشيء فاللبيئة أثر كبير على تلقي الإهتمام و تفهمه أيضاً . كثيراً ما يشكو الأزواج و الزوجات الأباء و الأبناء من قل الإهتمام فهل يعني ذلك أننا مجتمع جاف لا يعرف إلا لغة الأرقام و المصالح المشتركة !!
إني أرى في كل محال الورود و الهدايا و التغليف دليل قاطع على أننا مجتمع مرهف حساس لديه ما لدى الشعوب الآخرى من رومنسية و حب ، ما ينقصنا فقط هو النظر للأمور من منظور مختلف .. منظور المعطي نفسه و الوضع في الحسبان طبيعة البيئة التي نشأ عليها ، فقد يختلف ما نشأ عليه الأب عما نشأ عليه الابن فكل منهم يرى الإهتمام بطريقته و أسلوبه ، قد يكون هذا الشيء صعب التطبيق من المرة الأولى و مرهق فكلنا يريد الإهتمام و العطاء على طريقته الخاصة ، لكن متى ما وجد الحب كان كل تصرف و كلمة عطاءاً جزيلاً ، فياليتنا نتروى قليلاً قبل إطلاق الأحكام و نبصر الأمور بقليل من العدل و سوف نجد أن وجود بعض الأشخاص في حياتنا أصلاً عطاء عظيم .
نُشر بصحيفة اليوم السعودية
٢٧ فبراير ٢٠١٧م