في سعينا الحثيث نحو السعادة طالما اصطدمنا بخيبات الأمل عبر منعطفات حياتنا المختلفة. منعطفٌ يأخذنا نحو خسارة فرصة ومنعطف يقف بك أمام ضياع ترقية وآخر يقف بك وجهاً لوجه أمام مرارة الأحلام التي لم يحن موعد قطافها.
لتأتي خيبة الأمل بوجهها الأقبح على شكل حلم يتحقق !!
نعم خيبة أمل على شكل حلم يتحقق، علّقت يوماً عليه أجمل أحلامك وآمالك لتكتشف وبالطريقة الأصعب أنه كان خيبة الأمل الحقيقة.
تتجلى خيبة الأمل الحقيقية عندما نفاجأ بأن تلك الآمال والأحلام لم تكن على قدر توقعاتنا، صورتها عقولنا ومخيلاتنا يوماً ما عندما كانت بعيدة المنال بأنها ذروة السعادة، فلم تكن ولا كنَّا ! صعب على عقولنا في أحيان كثيرة بأن تقتنع بأن الظفر بالأشياء ليس السعادة المطلقة، والأصعب أن تقتنع بأن عدم الحصول عليها لا يعني التعاسة المطلقة. عش حياتك كما قسمها الله لك واقنع بما كتبه في سعادة داخلية قبل أن تكون مظهر تتجمل به أمام الناس، روض نفسك وربِّ أبناءك على ذلك منذ الصغر.
قد يذكرني بعضكم بقول الطغرائي : أعلل النفس بالآمال أرقبها .. ما أضيق العيش لولا فسحت الأمل ! وأقول لهُ جميل هو تعللنا بالأحلام ولكن في نفس الوقت يجب أن لا يحول ذلك بيننا وبين طموحنا ومواصلة سعينا الجاد نحو الحياة.
وتذكر دائماً القاعدة التي تقول ” الأشياء التي تراها من بعيد لا تبدو بصورتها الحقيقة دائماً !”
نشر بصحيفة اليوم السعودية
الجمعة ١٨ سبتمبر٢٠٢٠م