يعد اكتساب عادة جديدة أو التخلص من عادة قديمة التحدي الأزلي الذي يعيشه الإنسان، وكم راهن على إرادته وقوتها دون أن تختلف النتائج في غالب الأحيان.
اجتمع كثير من علماء النفس على أن الإرادة وحدها لا يعوّل عليها، وأنها دائماً ما تولد قوية فتية تغتر بها النفس الضعيفة. وماهي إلّا أيام حتى يبدأ السهم الصاعد بالهبوط تدريجياً ويبدأ الوهن والضعف والملل والاستسلام بالتسلل وببطء حتى يقضي على ذلك المشروع الوليد. قد يكون ما أكتب لكم اليوم مرّ بكثيرٍ منّا وتكرار الحديث عنه لا يغني ولا يسمن من جوع وقد طالته أقلام ونظريات كثيرة، فأين الحل ؟
بحكم طبيعة مجتمعنا المترابط الذي وجدنا فيه فإن له سلطة واضحة وجلية علي كل منّا بدءاً بأسرتك الصغيرة وحتى أكبر دائرة اجتماعية تحيط بك، وقد لا أجد حلاً أفضل من استخدام هذه البيئة المحيطة كمحفز فاعل لدفعنا تجاه الهدف. من الممكن أن ينكسر الشخص منّا أمام المغريات وأمام الإرادة الضعيفة، أمّا محيطك فقد يصعب تجاوزه بحكم العادات والتقاليد الاجتماعية الغير مبررة أحياناً كثيرة.
دعني أوضح لك الصورة بشكل أفضل، إن إشاعة أهدافنا سواءً أكانت عادة جديدة أو التخلص من عادة قديمة يجعل من تحقيقها والالتزام بها خيار وحيد لا مفر منه.
أخبر أفراد أسرتك بأنك ستبدأ بممارسة رياضة المشي على سبيل المثال يومياً لتخفيف من الوزن أو التوتر وراقب كيف يكون خجلك من أفراد أسرتك حين تتخلف عن هذه العادة الجديدة مقارنة بخجلك من نفسك إذا تخلفت وستجد أن سلطة الأسرة أقوى وأشد.
هنا يتضح لنا جلياً أن للبيئة المحيطة جانب مشرق من الالتزام، وهذا ما يعني بختصار أن الإرادة وحدها لا تكفي وأنه من الضروري أن نعزز عادتنا بعوامل خارجية تتخطى مجرد إرادة قد تخوننا في أي لحظة.
https://www.alyaum.com/articles/6288390
نشر بصحيفة اليوم السعودية
السبت ١٤ نوفمبر ٢٠٢٠م